عندما تصبح الحياة عبئا!

مكان يشبه قاعة استقبال لاوتيل.. كراسى وكنبة حيث يتمدده "محمد" ..اقترب اليه واجلس بجانبه
امسك بيده فى غير استغراب انه من المفترض "ميت" وانه من غير الواقعى ان اراه حى مرة اخرى بعد ما دفنه ابى وزارته امى فى قبره!
-ماتيجى معانا يا بسمة؟
-لا مش هينفع
-ليه؟
-عايزه اعمل حاجات كتير لسه.. عشان ماما وبابا.. مش عايزه اكون سبب فحزنهم.
حولى اصدقائى يستعجلونى على الرحيل معهم.. وترك محمد..
------------
لا اعلم ما سر حنينى لاشخاص كثيره قد غادرت عالمنا.. بلا رجعة..
جدى الذى ما زلت احلم به وبانى سوف اجده حيا يوما ما رغم مرور مايزيد عن تسع سنوات على وفاته..
ربما لانى احسدهم على رحيلهم؟ ام لانى شعرت بقدر اهميتهم فعلا بالنسبة لى بعد رحيلهم وادراكى انى فقدتهم للابد؟
هل سالتقى بهم عندما اموت انا الاخرى؟
اشياء قليلة جدا التى تربطنى بالحياة
ابى الذى سمعت انه فقد وعيه اكثر من مرة وهو يدفن محمد ابن اخوه وابن عمى..تفاجئت كثيرا عندما علمت هذا عن ابى
لم اكن اتصور انه من ضمن من ينهارون عند موت اقاربهم.. يحزن ولكن ليس لدرجة الانهيار
لم يفعلها مع ابيه!
دائما ماكنت اسمعه يقول الموت علينا الحق ومحدش هيخلل فى الدنيا! وانا لله وانا اليه راجعون
كان شديد التماسك فى مثل هذه المواقف.. حتى توفى محمد..
يومها ادركت انى اذا مت فلن يكن متماسكا مثل ما تصورت انه سيكون..
وامى مريضة السكر..لن تحتمل مثل هذا الموقف.. لا اريد ان احملها مزيد من الاحزان..
اخوتى سيحزنون نعم.. سيبكون.. نعم..ولكنهم سينسوننى ..
صديقتى الحبيبة هالة ستحزن وستكتئب.. ولكنها ستنسى يوما ما
لا اعتقد انى ساكون متمسكه بحياتى فعلا وراغبه فيها الا عندما اكون ام
عندها سيكون من الانانية فعلا
ان اتمنى ما اتمناه الان
سئمت من البشر
من الحياة
من الوحدة التى لم تمنعنى من ان ارفض الكئير ممن يحاولون اقتحام حياتى وملئها
لا اعتقد ان مازال لدى طاقة كى احتمل المزيد..
لم اعد اثق بمخلوق

لولا ان ثفتى فنفسى مصدرها ثقتى فربى لكانت انضمت الاخرى ضمن قائمة المفقودات
لا اعلم متى ساشعر بفرحة القلب المزعومه! لا اعلم فعلا هذا الشعور لم اذقه من قبل!
ليس امامى سوى الصبر
ليس بيدى اى شئ اخر يمكن ان افعله..